قراءة في ديوان جنان

قراءة الأستاذ / جمال علي - الإمارات

Poet Jenan, جنان

قراءة الأستاذ / جمال علي - الإمارات

" جنان" ..

" أوصيكم أن تحملوا الأمانة لعاشقي.. أشعر الحب"

 

وكأنها ترهقنا بعزم الكلمات في الزمن المجدب..

وكأنها تفصح في جزالة، من واديها، المستقصِ للصالح والواضح: أهؤلاء أنتم؟،.. والتساؤل، شرعي الدواخل، مُتَشرْعِن من هوية المكبوت عنه المُفصَح، أم يا تُرى، من ذلك المصفود؟

في ديوان الشاعرة "جنان" يرفع الياسمين رمح البقاء في وجه مواسم الجفاف، ويشعل المعنى شمعته الوحيدة فوق عتمات الجبل. توشحت "جنان" بالأحمر القاني وتبر الذهب منذ واجهة الغلاف الأول، لترشدنا إلى فرح الفجر وجنون حمرة الشفق في عين الشعر.

 

للشِعر ما أعطى، حين يواجه جواهر المفردات:

حالة التثريب والتقريب، في التجمل بين التسريح والتشريح،.. تسريح شفق الحزن، الزمن المتقافي، القلب المتكافيء، والتشريح أن تأتنا بما نفتقر إليه، ومعنى أن تتصالح هذه "الجنان"، وتتفق مع الذات:

" هذي جِناني"، وجِنانها كان مسرحاً أبجدياً، دونه الداء والأنواء،

تدعنا "جنان" أن نتوكأ على ماهيتنا المشاعرية، وتربض هي خلف محفوفها اليقيني، بمعنى، أن تزودنا بمختزن يدرأ منا وعنا، ما تجبّه غوائل النفس حين تندلق:

لمَ أنا متحيّرة منه أزمانا
إنه يا طاغور
في عتمة أزماني وآلامي
أنا روحاً مُحتضرة
فأحيا بها كل أشواقي وأشعاري

 

جاهزيتها، أعلى قليلا من نرجسيتها الشعرية، في مقاماتها العُلى، وفي تقويضها للذات المظلمة.. ضمن مشهد "جناني" تتمسرح بنا في المتن الوضيء.

وللشِعر ما أخذ من الوجيب، ومن "الشوق حين يصبح رقيب":

إنْت الذي خلّدْت في القلب حبّك... وانت الذي عمّرت في الروح لك بيت
وانْت الذي أسقيت عمري بوصلك... هي جنتي وْفرحتي وللهنا صيت

 

للشِعر ما أعطى ... حين يجادله الحَشَا الوردي:

الحالة التجسيرية مابين سهوب الفصيح، والمُستوغل النبطي، تبقى التماهي الناصع في امتلاك الناصية الأبلغ.

فإن تصالحنا مع ذواتنا، وطرحنا أن تستحيل الشاعرة، أكثر فهماً وشفافية في التعامل مع النص الشعري، فحري هنا أن نقول: إن الشاعرة كانت الأقدر على التعاطي مع النص الشعري، في فصحاه ونبطيته، وذلك بحكم حساسيتها الحادة تجاه اللغة. واللغة، هي المنفذ الوحيد أمام القارئ للولوج إلى دهاليز النص. فالناقد يتعامل مع النص بقواعده ونظرياته، ولكن الشاعرة تعاملت معه أولاً بإحساسها، ورؤيتها الشعرية المقاربة.

ولها أيضاً يحسب أن استخدمت الأدوات، التي يتوخاها الناقد، فبينما نجد للأخير منفذاً واحداً للنص، نجد للشاعرة منفذين. وقد وجد هذا النوع من التعاطي النصي النقدي في القدم بكثرة، وكان يحفز الشعراء للمزيد من الإبداع التنويع، وتلك هي حالة الشاعرة جنان.

في الغضون، يتعين ألا ننسى أن الشعر هو المادة القرائية المفضلة للشاعر نفس. لذا، فالشاعر هو أدرى الناس بالمستحيلات فيه لصياغته وجدانياً، ومكنونه، فيما يتعلق بمجاله الروحي وجماله، وإنها " لجنان"..

وللشِعر ما أخذ،  حين ينحاز إلى الإشراق وللمغيب:

أراه كالسراب في عمري
فكم هي محرَّمةٌ مدينته
صوامعها لرهبانها
ومنازلها لنبضها
المتلاحق للعسق الأبدي
حرامٌ عناقه وقُبَله

 

المتوسط بين الحجى والحَشا:

وإن كان " الشعر صعبٌ، وطويلٌ سُلّمه"، دعونا نقف قليلاً أمام هذه اللوحة " الجنانية ".

الشاعرة، هنا، تتحمل هموم الذات، وهموم وجدانية عقلية أخرى. فلنذهب إلى أنها، موضوعية وجدانية أكبر من الذات، فهذا العمق، الذي انتاب نصوص الشاعرة جنان، أحالها إلى لوحات تتوالد فيها الفجوات المشاعرية العقلانية المعبأة بها تحديداً، لتتناسخ ملاذاً للتفسير والتأويل:

أنتشي بك بالفكر... وابعث لك العشق الجميل
يا مالكٍ أحلى عمر... زرني بهالليل  الطويل

 

ويقيناً، أن الشاعرة جنان، تبقى أسيرة اللاوعي الإيجابي، حتى في مرحلة الوعي المستشري، مما جعل قصائدها عبارة عن ملاذات للفراغات، والفجوات، من الممكن بالنسبة للمتلقي أن يضع فيها تأويلاته، هذا إذا حاول معايشتها، ضمن اتجاه المعنى واسترداده:

قال العمر وبْشو تحَسْبونه؟
قلت انا احسْبه بلحظات العناق
للشِعر ما أعطى.. وهو، لا يأتي عفو الخاطر ...
ولكنه أفسح لها وادٍ آخر في عبقر ...

 

نسيج النص المتلاحم في تجربةٍ وجودية:

الأدوات الشعرية عند الشاعرة "جنان"، تظل تتكاثف وتتساند ضمن نسيج نصي متلاحم، بغية التعبير عن التجربة الوجودية والإنسانية التي تشكلها الذات الشاعرة، بوصفها فعلاً إبداعياً خلاقاً في فضاء رحب وفسيح، كما أن صياغتها للقصائد، في فصيحها ونبطها، بمهارة عالية، إذ أنها، حددت مفاهيم عدة مما زادها قوة ووضوح، واستفسح لها مساحة واسعة للتجسيد والتصوير، إذ ظلت مستمسكة بما يسمع ما يرى، من جدليات مشاعرية، ضمن الذات والآخر، واصطخاب هذه المشاعر، في زمن توافق وأنانيته، وهو لا يملك غير قدرته الإنسانية لتتفق مساحاته بين وجوده، وصوره الشعرية التي صاغها:

يمسك بفرشاة مايكل أنجلو
وعلى سقف (السيستين شيبل)
يعيد صياغة رسم ملائكته
فيزيد من حُسنها حسنا
حتى لتغدوا روائع أنجلو
تستقي جمالها من فن جماله
ذلك الحبيب
الذي أبدعه الرب بحلو الخصال

 

 

الشعر عند "جنان" أضواء روحانية:

سلمنا جدلاً أن الشِّعر يأخذ من الذات الرهيفة، ونتساءل ثانية،.. بوصفنا المتلقي صاحب الذائقة، كيف يتسنى للشاعرة أن تُقحم القارىء في سهوب مشاعرية جامحة.. جارفة، متأففة من الحول،.. بيد أن نبض العبارة الشعرية لدى "جنان"، برزخية ما بينها وبين شائكات الحياة اليومية التي نقائها بـيقظتها ووسنها. العديد من الشعراء، اعتادوا أن يستجيبوا للآني السقيم المتداول، ولكن تبقى القصيدة لدى "جنان"، ضرب من  الخلق المباشر الرائد، حين يستقدح فيك، أي كمتلقٍ، ذائقة الفعل المعاكس والذاتي مشاعرياً، في آن، لواقع أو حدث ضمن المتن المتواهب.

إن  العمل الشعري يرتبط بالرغبة الجامحة في نفس الشاعر للبوح ونشر الحقائق عبر أضوائها الروحية المخزونة في ممرات نفسه الإنسانية. لذلك، تمكنت الشاعرة "جنان" من استنباط دلالة المشهد المعاش وجدانياً، في حالة برزخية، متسمة باللمحة الشعرية المصاغة بدقة حرفية.

ضمن  توليفة "جنان" الشعرية، هناك ركض وراء المعنى، واستقداح للكامن الدلالي، في متونها، مجسدة فينا، الإدهاش الجمالي الذي صاغ الإحساس العام الذي يتولد في نفس المتلقي، عندما يطلع على أثرها الفني، إذ كان، أي النص، حريصاً على التكثيف والإيجاز، والتلميح والتأثير في آن، وامتازت لغته الشعرية بالسهولة والطواعية والجاذبية والتأوج.

وللشِّعر ما تيقن منه أولئك الذين لا يُشق لهم غبار ..

 

 

قراءة وتقديم: الأستاذ جمال علي

 

قراءة الأستاذ / عز الدين ميهوبي - الجزائر

Poet Jenan, جنان

قراءة الأستاذ / عز الدين ميهوبي - الجزائر

الشّاعرة المبدعة والمتألّقة جنان

 •  مسحةُ المَلكة والنبوغ تتجلّى في أصالة النّصوص التي أخذت بروح العربيّة الفصيحة، وبروح البيئة الصريحة، أي أنّ الشّاعرة أبدعت بلسان عربيّ مبين، مثلما تألّقت في الشعر المرتبط بوجدان أهل الإمارات وعموم بلدان الخليج العربي، وقدّمت أنموذجًا عن المرأة العربيّة المثقفة القادرة على تقديم قيمة مضافة لمجتمعها.

 • إفراد أغلب القصائد للمرأة، ليس امتهانًا لها، أو تحويلها إلى مجرّد ظلّ للرجل، لكنّها تمثّل هاجسًا حقيقيا في كلّ الصفحات، وفي ذلك تكريمٌ للمرأة التي ارتبطت بالمحبّة والحنان، كونها ليست ربع المجتمع أو نصفه، لكنّها كلّ المجتمع، وبالتّالي فإنّ كلّ نص من الدّيوان ينبض بمشاعر الصّدق في صيانة العلاقات الإنسانيّة، بعيدًا عن الابتذال أو التلاعب بالعواطف. فهو ديوان المرأة بامتياز.

 • اعتماد النصّ المفتوح، المبنيّ على إيقاع داخلي وخارجيّ، أي أنّ بعض المقاطع ذات موسيقى وغنائيّة، وبعضها الآخر، يأخذ موسيقاه من المعنى، ويمزج بين الخاطرة وروح الشّعر والحكمة. وهي نصوصٌ تملك قابليّة الغناء.

 • النقطة الفارقة في الدّيوان، وهي "تأملات فصحى" التي استوقفتني كثيرًا، كونها عصارة الحكمة الشعريّة، وتكشف عن قدرة عاليّة في صناعة المعنى وصياغة المبنى بأقلّ عدد من الكلمات، وهي تصلح لأن تكون "لافتات" في أيّ فضاء ثقافي، لأنّ هذا النّوع من النصوص هو محصّلة تجربة عميقة في التأمل والحياة.

 أقرأ:

تلفتّ فلم أجدْهُ حولي... فغارتْ من حولي الأقمار

وأقرأ:

عندما يصمتُ التّاريخ... تجفّ المحابر

 

 • ما يميّز بعض قصائد الدّيوان أنّها مَرِنَة وسلسة، وتملك قابليّة التشكّل في أيّ بنية لغويّة، أي يمكن إعادة صياغة مقاطع شعريّة منها وفق إيقاعات متوازنة، لضمان جماليّة أكبر، تُضاف إلى روح القصائد التي تشكّل في مجملها حديقة من الكلمات الفوّاحة والنديّة.

 • إنّ قصائد الشعر النبطي، تلامس بصورة واضحة الفصحى، أي يمكن تحويل بعضها إلى أشعار فصيحة، وهذا يُثبن أن المرجعيّة اللغويّة والشعريّة للشاعرة جنان واحدة غير مجزّأة.

 • يمكن وضع هذا الدّيوان في خانة "غنائيات المرأة العربيّة" لأنّ في قصائده تكريمًا للمرأة الشّاعرة المبدعة، وللشاعرة التي تكتفي بالبوح دون الحاجة إلى أضواء، وتوقدُ في درب الكلمات شموعًا من الفرح والرقص أمام مرآة الذّات.

 

كلّ التحيّة والتقدير لشاعرة الإمارات السيّدة جنان، ومزيدًا من التألق والتفوّق والانتصار للمرأة التي تُحلّق بعيدا في عالم الكلمات..

قراءة وتقديم: الأستاذ عزالدين ميهوبي

قراءة الأستاذ / عبدو وزان - بيروت

Poet Jenan, جنان

قراءة الأستاذ / عبدو وزان - بيروت

قصائد الوجد وحروفيّته في ديوان «جنان»

 

لم يحمل غلاف الديوان سوى اسم وحيد هو «جنان»، أما الشعر فتوزّع بين قصائد وتأملات بالفصحى وأخرى بالعامية النبطية، والشاعرة هي من الإمارات واكتفت بعنوان موقعها على الإنترنت. وهي أيضاً وفق اللوحات الحروفية والخطية التي ضمّها الديوان، فنانة في الخط العربي، ترسمه بالألوان جاعلة منه فضاء فنياً للاختبار التشكيلي الجميل والحديث. هكذا، يلتقي في هذا الديوان الصادر عن دار السويدي في الإمارات، فن الشعر وفن الخط ليصنعا عالم هذا الديوان الذي يبدو أنه الأول للشاعرة، وقد ضمّنته كما تشير في المقدّمة الأشعار التي دأبت على كتابتها خلال بضع سنوات.

ما يفاجئ في هذا الديوان، أنه ديوان في الغزل والحب، بل لعلّه يميل الى أن يكون ديوان حب مشبعاً بالوجد والصوفية، تحتفل قصائده والتأملات التي رافقتها، بأحوال العشق ومقامات الوله الذي يشتعل في «الحشا» والابتهال والاختلاج والمقاساة. ولعلّ ما يفاجئ في الديوان أيضاً، أن صاحبته تتكئ على لغة ومفردات باتت نادرة في شعر الحب المعاصر، ويشهد على هذا معجمها الشعري الذي تضرب جذوره في أديم التراث الشعري العربي، الغزلي والصوفي، مع انفتاح على نواحٍ من الشعر العالمي الذي يتجلّى خصوصاً عبر شعراء عُرفوا بنزعاتهم الوجدية، مثل حافظ الشيرازي وعمرالخيام وطاغور وأوفيد...

يشعر قارئ هذا الديوان، أن صاحبته جنان التي تكني نفسها بـ «جنان الجنون والحنان»، هي سليلة الشعر العربي، وتحديداً شعر الغزل والحب العربيين، في مدارسهما المتعددة التي أرساها جميل بثينة وعمر بن أبي ربيعة وشعراء الموشحات الأندلسية، إضافة الى الشعراء الصوفيين الذين غلب على حبّهم الميل الروحاني من دون أن يغيب عنه البعد الحسّي الشفيف. مفردات وعبارات تنبع من أعماق الوجد العربي، وكأنها طالعة من معجم «مصارع العشاق» للسراج أو «طوق الحمامة» لإبن حزم، وسواهما من كتب الحب ودواوينه. وما يؤكد هذا التوجّه، ورود مقولات في العشق تبدو ضاربة في تربة التراث العربي الذي تفرّد شعراؤه في مسألة العشق والهوى والهيام، ومن هذه المقولات: دمع الصبا، الصب، محراب الحبيب، السلوان، الشغاف، الصبابة، سقيا اللمى، كليم الهوى، الخليل، التتيّم، العذّال، الوصال... هذه المقولات إنما تعبّر عن أحوال الحب العاصف الذي يخالج الشاعرة، وقد شاءت أن تجسد هذه الأحوال بصبواتها وتجلياتها في لغة تميل الى الأصالة وتحفرعميقاً في ذاكرة الوجد العربي. وكم بدت لغة الشاعرة محفوفة بحميّا الهيام، لغة تختلج وتقاسي وتهيم وتهوى، بوصفها أداة وغاية، لغة تعبر عن أهواء الروح العاشقة وتجسّد هذه الأهواء في آن واحد. تقول الشاعرة: «إني اسميه الحب/ بحروف اسمك/ لا تبحه» ـ أو تقول: «غرام مجنون يجتاح كلّي»، أو: «سلوت من كثر العنا» و « ذبت حنيناً يا حبيب»...

تكتب الشاعرة قصائدها معتمدة لغة وسيطة تجمع بين الصنعة المتينة والعفوية أو السليقة في آن واحد. ولقاء هاتين النزعتين في شعرها يشكّل ظاهرة لافتة، فهي بينما تولي القصيدة اهتماماً جمالياً متخيرة ألفاظها وسابكة جملها، تحافظ على الاندفاع الشعري والصبوة الوجدية، فتتخطى حاجز اللغة وقواعدها جاعلة من القافية ذريعة للتسجيع. كأنها تكتب كما تحسّ، وتحيا اللحظة الشعرية ولكن انطلاقا من خلفية ثقافية تبدو الشاعرة عبرها متعمّقة في أحوال الشعر وقارئة لعيون التراث العربي. إنها سليلة هذا التراث، وإن تحرّرت من أسر الأوزان في أحيان من شدة التوهج والوجد الذي يقارب الوجد الصوفي في اتقاده الروحي: «سر بي أنى شئت يا هوى»، تقول، أو: «هي صلاة في محرابك حبيبي»، «يخالجني هواه/ يراقص الخفّاق»، «الهم قد أودى بصبري»... أما حين تتحدث الشاعرة عن الساقي والراح والندامى، فتذكرنا بجو الشعر الصوفي عندما يرسخ رموزه كما لدى ابن الفارض وحافظ الشيرازي، المرتبطة بالثمل الروحي والحسي. لكنّ شعرها لا يخلو أيضاً من أبيقورية عمر الخيام، هذا الشاعر الكبير الذي ارتقى بالشعر الحسي النشوان الى مصاف الفلسفة والتأمل.

يبقى أن نشير الى أن اللوحات الحروفية التي نشرتها الشاعرة في الديوان، تمثل تجربة مهمة وطليعية في عالم الخط الموغل في فنيته وأبجديته التشكيلية، وجمالياته النابعة من فن الخط والتجريب الشكلي والتلوين. وتستحق لوحاتها الحروفية هذه، أن تصدر في كتاب فني خاص، أو أن يقام لها معرض مستقل.

قراءة وتقديم: الأستاذ عبدو وزان


الرئيسية | جنان في سطور | القصــائــــد | مقالات | التسجيلات | أخبار جـنان | قراءة في ديوان جنان | اتصل بنا