رسام



صور بعدسة جنان

كم  هوس المجانين المبدعين يلفني بشالات الاعجاب لمهاراتهم وانتاجهم في عالمهم المتقن لفنه.. كم هي الروح تتواصل معهم من على بعد .. فهم يتشكلون معك ولو تغيرت الاسماء فهي لهم فقط رموز .. يحسون بك وباحساسك.. فيرصدون تعابيرك وينكرون اختلاف الهويات..

كم انا متعجبة منهم.. كيف يصلون للخفاق كيف لهم ان يصفوا شخصك من حرفك..؟؟ عجبت من امر المبدعين في الفن.. ففنهم سحرٌ للالباب..هل هم منجمون ؟ام سحرة؟ ام هم عاشقون مترحلون في سماوات الوصل الروحية.. يلمسون الاحساس ويصبونه كؤوسا في شمول العمر الجميل..

بين اسوار تلك المدينة التي طالما احلم بها اعواما اريد ان اصل الى اسوارها ان المس جدرانها ان اكتشف بواباتها.. علني ألج لعالم ساحر يفوق وصفي وحبي للجمال.. سنين وانا بين الازقة باحثة في الاحلام مفتاح ذاك الباب العتيق .. حتى حطني الرب يوما عند بابه.. فأدلف عتبته .. واذا بي في مدينة الاحلام والفنانون يفترشون ارضها ليعبروا عن ابداعاتهم وفنونهم.. كم منهم اتخذ احجار الشوارع (كانفاسا) لرسمته التي بعثر الوانه العشوائيه عليها.. فولدت بين انامله لوحة تبهج الخفاق المتعطش للفن و للحسن الابداعي.. القي عليهم بتحية الايمان بريشتهم.. كم انتم مبدعون، ارددها هامسة عند سمع كل منهم.. ما اجمل التنافس على الجمال فالقبح قد شلّ ارواحنا المتعالية عن الدميم من الافعال..

مقاهيها وشوارعها اصوات الموسيقى الجميلة المنبعثة من كل زاويه جعلت الروح تتراقص مع ذاتها ولكأنها في رقصة السامبا البرازيلية التي يعانق فيها الحبيب حبيبه.. لا اريد ان استيقظ فالحلم جميل في واقع العمر المرير.. تمنيت ان الحلم يطول ويطول ويطول .. ليتسع لي ان احادث الجمال المنتشر في كل زاوية... عبق عطر تلك الازقة التي ترامت بأفواح القبل والعناق لعاشقين، لفهم الحلم بعيدا عن أعين العاذلين الناقدين لكل حب حميمي.. سعيت في ذلك العمر سعي المتيم المتخدر بالعذوبة.. حتى أتى صوت المنبه الذي أوقظني من حلمي الجميل الذي لم يعد يطرق باب غفوتي منذ اكثر من عام.. فكسرت كل المنبهات القاتلة للاحلام الساحرة عل المدينة تفتح ابوابها لي ثانية.. وها أنا أنتظر... والعمر سائر دون هوادة.. فأنتظروني يا مبدعين فسحر فنكم يحتاج زيارات وزيارات أخرى لأهنئكم بالابداع المريح للعقل والروح...


الرئيسية | جنان في سطور | القصــائــــد | مقالات | التسجيلات | أخبار جـنان | قراءة في ديوان جنان | اتصل بنا